ففي الوقت الذي اعتمد فيه النبي طرح الأسئلة كأسلوب تربوي، جعل لهذا الأسلوب آداب وأخلاق تحفظ للعالم حقه وفي الوقت نفسه تقضي للسائل حاجته، فبينما كان الأعراب يسألون عما يفيد وما لا يفيد، كان أصحاب رسول الله شديدي الحرص على السؤال عما فيه فائدة، ومن الإجابة عليه مصلحة، يقصدون بها العلم وصالح العمل، خالية من التكلف متحررة من العبث والتنطع، بسيطة المنطق، محددة المقصد، بعيدة عن المتشابهات، وهذه كلها من آداب السؤال، وقد عدّ العلماء جملة من الضوابط والآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم في سؤاله، منها
** تجنب السؤال فيما لا يُعني أو فيما لا فائدة فيه
**عدم السؤال عن الحقائق بغرض التشكيك فيها أو الاستهزاء بها
** تجنب الأسئلة التعجيزية والسؤال عما يسوء وتشق الإجابة عليه و تجنب الإلحاح في السؤال
**الإعراض عن التساؤل على سبيل الاستهزاء والعناد
**احتمال عناء السؤال والحرص على التعلم به
** التريث وعدم الاستعجال والأدب في طريقة السؤال والاعتذار إذا كان فيما لا يرغب أن يُسأَل فيه المعلم
** البعد عن التعصب لرأي واحد ومصادرة ما دونه من الآراء
** الاعتماد على الموضوعية في النقاش والتركيز على الأدلة والبراهين
فهذه جملة من الآداب التي يجب على السائل أن يتحلى بها وألا يتجاوز حدود الأدب مع معلمه
أسامة عبد العظيم
إرسال تعليق